الأجهزة الإلكترونية وحياة الأطفال والشباب: استكشاف تأثير الإدمان على الهوية والقدرات
في عصرنا الحالي، أصبحت الأجهزة الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مما أدى إلى تزايد الاعتماد على الإنترنت بشكل كبير. وقد أصبح الإدمان على الإنترنت ظاهرة متنامية، خاصة بين الأطفال والشباب، حيث يؤثر بشكل سلبي على صحتهم النفسية والجسدية، ويعطل تطورهم الاجتماعي والعقلي. هذا التطور التكنولوجي السريع يدعو إلى تسليط الضوء على المخاطر المرتبطة بالإفراط في استخدام الإنترنت وأهمية التوعية بمخاطر الإدمان الإلكتروني.
في
الآونة الأخيرة أصبح اهتمام الباحثين بالانترنت والهواتف الذكية وعلاقتنا بها في
تزايد. حيث سيطرت التكنولوجيا فجأة على كل تفاصيل حياتنا اليومية بدون أن نشعر
ونتسائل إذا كان هذا جيد أم لا. أصبحنا متصلين بالانترنت كل الوقت حتى تغيرت عندنا
بعض المفاهيم والتوقعات عن ما كان في القديم، فمثلا ثرنا نتوقع أن ذلك الشخص الذي
نهتم به ونريد أن نحادته أنه يجب أن يكون حاضرا هناك للرد علينا أو عندما يأتيك
إتصال أو تصلك رسالة في أوقات نريد فيها بعض الخصوصية أو في آخر الليل مثلا وفي
المقابل مديرك أو صديقك يتوقع منك أن تجيب عليه بدون تقدير خصوصيتك. من ناحية لقد
غيرت الإنترنت علاقتنا وتعاملنا بالعائلة والأصدقاء والتربية (أخلاق وقيم
أطفالنا)، أما من ناحية أخرى فنحد أن تواجد الانترنت مفبد جدا في حياتنا، حيث
توسعت دائرة علاقاتنا وامكانيات التعرف على أناس و أماكن بعيدة بينما أنت جالس في
بيتك. اليوم يكاد يكون مستحيل إيجاد طفل لا يملك أيباد أو هاتف. فماهو تأثيرها على
الاطفال؟ و مدى تأثيرها على القدرة على النطق و الكتابة عند الأطفال والتواصل عند
الأطفال والبالغين؟ و ما تأتيرها على الهوية والدين؟
تأثير
الأجهزة الإلكترونية والإدمان على الإنترنت على الأطفال
- الإدمان على الإنترنت قد يؤدي إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى الأطفال نتيجة للعزلة الاجتماعية والتعرض المستمر للمحتوى غير الملائم
- قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات يمكن أن يعيق قدرة الأطفال على تطوير مهارات التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى صعوبات في التفاعل مع الآخرين في الحياة الواقعية
- الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية قد يشتت انتباه الأطفال عن الدراسة ويؤدي إلى تراجع الأداء الأكاديمي
- التعرض المستمر للشاشات، خاصة قبل النوم، قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم، مما يؤثر سلبًا على صحتهم العامة وتركيزهم خلال اليوم
- الجلوس لفترات طويلة واستخدام الأجهزة بشكل مفرط قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل السمنة، وضعف النظر، وآلام الرقبة والظهر
- الإنترنت يفتح الباب أمام الأطفال للوصول إلى محتوى غير ملائم لأعمارهم، مثل العنف أو المحتوى الإباحي، مما قد يؤثر على تطورهم النفسي
- الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات قد يتعرضون لتأخر في تطور مهارات النطق. قلة التفاعل اللفظي مع الوالدين والمحيطين بهم تقلل من الفرص التي يتعلمون فيها الكلمات والجمل.
- الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية يقلل من ممارسة الكتابة اليدوية، مما يؤدي إلى ضعف مهارات الكتابة والتحكم في القلم. كما أن التفاعل مع النصوص المكتوبة على الشاشات قد يحد من تعلّم الكتابة بشكل تقليدي.
- الإدمان على الألعاب الإلكترونية ومقاطع الفيديو السريعة قد يؤثر على قدرة الأطفال على التركيز لفترات طويلة، مما يؤثر على التعلم اللغوي بشكل عام.
تأثيرها
على مهارات التواصل عند الأطفال والبالغين
- الاعتماد على التواصل عبر الإنترنت يقلل من فرص التفاعل الاجتماعي المباشر، مما قد يؤدي إلى ضعف في مهارات الحوار والتواصل غير اللفظي مثل لغة الجسد والتعابير الوجهية
- الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى العزلة، حيث يفضل الأطفال والبالغون قضاء وقتهم في العالم الافتراضي بدلًا من التفاعل مع الأسرة والأصدقاء في الحياة الواقعية حيث قد يصل الأمر إلى تفضيل خسارة صديق بدل خسارة هاتفه
- عدم المشاركة في المحادثات الحقيقية وجهاً لوجه يمكن أن يؤدي إلى ضعف المهارات الاجتماعية مثل الاستماع الفعال، التفاعل المناسب في المحادثات، وتكوين علاقات صحية مع الآخرين
- التواصل الإلكتروني غالبًا ما يكون غير شخصي، مما قد يجعل من الصعب على الأطفال والبالغين التعامل مع المشاعر وإدارتها بشكل صحي في التفاعلات الحقيقية
- للتخلص من إدمان الهاتف، من الضروري اتخاذ خطوات فعالة. أول ما يجب القيام به هو شغل وقت فراغك بنشاطات مختلفة تبعدك عن الهاتف تدريجياً. يمكنك البدء بممارسة الأنشطة التي تفضلها أو تجربة أشياء جديدة إذا لم تكن متأكدًا مما ترغب في فعله.
- من الأنشطة المفيدة التي يمكن القيام بها هي القراءة في المجالات التي تثير اهتمامك، بشرط الابتعاد عن استخدام الكتب الإلكترونية. الهدف هنا هو تقليل استخدام الهاتف. كذلك، يمكنك ممارسة الرياضة لتعزيز صحتك الجسدية. لا تنسَ أهمية قضاء وقت مع عائلتك، فهذا سيساعدك على التواصل والتعرف عليهم أكثر. يمكنك أيضًا الخروج مع الأصدقاء والتنزه للاستمتاع بالوقت خارج المنزل.
- تعلم هواية جديدة أو التركيز أكثر على دراستك أو عملك سيكون لهما أثر إيجابي على حياتك. كما يمكن استثمار وقتك في العبادة والقيام بالنوافل. الاشتراك في الأنشطة المجتمعية المختلفة قد يساعدك أيضًا على قضاء وقتك بطريقة مثمرة.
- بالتدريج، ستلاحظ أن إدمانك للهاتف يتلاشى، وتصبح قادرًا على التحكم في استخدامه بشكل أفضل.
أمثلة لما يمكن أن تشغل به وقتك :
- خصص وقتًا يوميًا لقراءة الكتب مع الاستمتاع بمشروبك المفضل، مثل القهوة.
- يمكنك مشاهدة نتفليكس أو الاستماع إلى محادثات قيمة عبر البودكاست.
- استمتع بقراءة كتب تتعلق بتعلم لغات جديدة.
- استكشف أماكن جديدة لم تزرها من قبل، سواء كنت بمفردك أو بصحبة صديق مقرب.
- قم بزيارات غير متوقعة للأشخاص الذين تحبهم، مثل زيارة جدك وجدتك.
- خصص 10 إلى 30 دقيقة يوميًا للمشي أو الركض لتحفيز نفسك.