إن للألعاب الإلكترونية تأثيرًا كبيرًا على دماغ الأطفال والشباب، مما ينعكس على صحتهم وحياتهم بشكل عام. فخلف هذه الألعاب الإلكترونية الحديثة، توجد استراتيجيات تؤثر على فيزيولوجيا الدماغ وتغير أفكار وأحاسيس وردود أفعال المدمنين عليها. فهي تتحكم وتؤثر على كيمياء الدماغ، وكلما كانت اللعبة الإلكترونية أكثر إمتاعًا وتشويقًا، وأكثر شعبية، كانت أكثر ضررًا على الدماغ
- إن أهم شيء يريده صانعو هذه الألعاب هو أن يغفل المدمنون عن التساؤل والانتباه لمدى الإدمان وقوة الارتباط الذي يشعرون به عند إمساك الهاتف أو الجلوس أمام الكمبيوتر. ما الذي يجعل أدمغتنا ترغب في اللعب؟ وماذا يحدث داخل أدمغتنا؟ وبهذا يسقطون في فخ الأضرار المدمرة لهذه الألعاب
- مع تقدم العلم وتطوره، استطاع العلماء اكتشاف المزيد عن أسرار الدماغ وآلية عمله. ومن خلال الدراسات حول هذا النوع من الإدمان، اكتشفوا أن هناك منطقة في الدماغ تُسمى "مركز المكافأة"، وهي مسؤولة عن إفراز الهرمونات التي تمنحنا الشعور بالسعادة. فعندما نحصل على مكافأة معينة، مثل الحصول على هدية، وظيفة مرغوبة، الفوز في تحدٍ أو لعبة، أو مشاهدة مقطع على الإنترنت، يقوم الدماغ بإفراز هذه الهرمونات. وكلما حصل الدماغ على مكافأة، زادت رغبته في المزيد، وهذا هو الأساس الذي تقوم عليه الألعاب الإلكترونية. فهي تجعلك تحقق انتصارات وهمية، وكلما استغرقت أكثر في اللعب، يفرز الدماغ المزيد من الهرمونات حتى يصل إلى مرحلة الإرهاق، حيث لا يستطيع مواكبة هذا الكم من الجهد وهذا النوع من الإدمان
- الدماغ مصمم ليستمتع بتجارب الحياة اليومية الواقعية، مثل الحصول على شهادة، الإنفاق على أشياء مفيدة، أو الاهتمام بأحبائنا، أو تناول طعام لذيذ، أو الاستماع إلى القرآن الكريم. ولكن، أغلب الأطفال فقدوا هذا النوع من الإحساس والمتعة بسبب انشغالهم بمشاهدة المسلسلات والأفلام والمقاطع على الإنترنت، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والألعاب الإلكترونية، والتي تستنزف مخزون الهرمونات في الدماغ، فيبقى الشخص عالقًا في دائرة الشعور بالرضا المؤقت بعد الفوز، ويطلب المزيد حتى يصل إلى الإدمان
- هناك جوانب أخرى لأضرار الألعاب الإلكترونية على صحتنا. كلما قضينا وقتًا أطول في اللعب، تضررت المزيد من الخلايا الدماغية بسبب الإرهاق المستمر. فالدماغ يحتاج إلى جهد وطاقة كبيرين للحفاظ على تركيزه في اللعب، وكلما زاد مستوى اللاعب وقدراته، ازداد الجهد المطلوب، مما يجعلنا نفقد الإحساس بالسعادة في حياتنا اليومية الواقعية مع عائلتنا وأصدقائنا، لأننا استنفدنا طاقة الدماغ
كيف تتجنب الادمان على الانترنت والالعاب الالكترونية
- تحديد وقت محدد للاستخدام: خصص ساعات معينة يوميًا لاستخدام الإنترنت أو الألعاب، والتزم بها.
- الأنشطة البديلة: حاول استبدال الوقت الذي تقضيه على الإنترنت بأنشطة أخرى مثل القراءة، الرياضة، أو الخروج مع الأصدقاء.
- التواصل الاجتماعي الواقعي: اعمل على تعزيز التواصل مع الآخرين في الحياة الواقعية بدلًا من الاعتماد على الإنترنت كوسيلة رئيسية للتفاعل.
- فترات راحة منتظمة: أخذ فواصل قصيرة كل 30-60 دقيقة من الاستخدام يمكن أن يقلل من التوتر والتعب الناتج عن الجلوس لفترات طويلة.
أهمية تجنب الادمان على الانترنت والالعاب الاكترونية على الدماغ
تجنب الإدمان على الإنترنت والألعاب الإلكترونية له أهمية كبيرة لصحة الدماغ، ويمكن تلخيص التأثيرات الإيجابية على الدماغ في النقاط التالية:
- الحفاظ على التركيز والقدرة على الانتباه: الإفراط في استخدام الإنترنت والألعاب الإلكترونية يؤثر على قدرة الدماغ على التركيز لفترات طويلة. تجنب الإدمان يعزز مهارات التركيز والانتباه.
- تقوية الذاكرة: الاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية قد يقلل من قدرة الذاكرة قصيرة وطويلة الأمد. الابتعاد عن هذا الإدمان يساعد في تحسين وظائف الذاكرة.
- الحد من التأثيرات السلبية على الصحة النفسية: الإدمان على الألعاب والإنترنت قد يسبب القلق والاكتئاب. بالتالي، تقليل الاستخدام يعزز الصحة النفسية ويقلل من التوتر والإجهاد.
- تحسين القدرات الاجتماعية: الإفراط في الألعاب الإلكترونية يقلل من فرص التفاعل الاجتماعي الواقعي، مما قد يؤثر على مهارات التواصل الاجتماعي. تقليل الاعتماد على الإنترنت يعزز هذه المهارات ويجعل العلاقات الاجتماعية أكثر صحة.
- تعزيز الإبداع وحل المشكلات: استخدام الإنترنت والألعاب بشكل مستمر قد يضعف الإبداع، حيث يعتمد العقل على التسلية المستمرة بدلًا من التفكير النقدي. الابتعاد عن الإدمان يعزز التفكير الابتكاري وحل المشكلات.
- النوم الجيد وصحة الدماغ: الاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية قبل النوم يؤثر سلبًا على نوعية النوم، مما يضعف صحة الدماغ ويزيد من خطر الأمراض المرتبطة به.