فوائد القهوة الصحية - أفضل وقت لشرب القهوة

القـهوة - كـل شيء عن فوائدهــا وأفـضل طـرق شربهــا

منذ الأزل، تنتشر الإشاعات حول التأثير السلبي للقهوة على مرضى ارتفاع ضغط الدم، متجاهلين تمامًا الفوائد العديدة التي تحملها حبات البن السحرية. لقد تم تضخيم تأثير القهوة على ضغط الدم إلى درجة الهلع! اليوم، جئت لأكشف الحقيقة وأستعرض معكم قائمة طويلة بفوائد هذا المشروب الرائع. فلنبدأ رحلتنا معًا...

هل يستطيع المدمنون بدء صباحهم بدون قهوة؟ بالنسبة لي، الأمر مستحيل. أنا مدمن قهوة منذ عشرين عامًا، وإذا خرجت من المنزل بدون تناول قهوتي، فقد أتعرض لحادث سير. السبب في ذلك يعود إلى أن القهوة تعمل على تضييق الأوعية الدموية في الدماغ. عندما لا أحصل على قهوتي في الوقت المعتاد، تتمدد هذه الأوعية وتسمح بتدفق دم غير معتاد إلى الدماغ، مما يسبب لي صداعًا. علاوة على ذلك، أشعر بالوهن، لأن القهوة تُحرر الطاقة والانتباه من خلال حجب مستقبلات الأدينوزين، وهي المسؤولة عن الإحساس بالتعب. كما أواجه صعوبات في التركيز، إذ تُحفز القهوة تحرير الإبينفرين (الأدرينالين)، وهو هرمون الطاقة والانتباه، بالإضافة إلى تحرير الدوبامين، هرمون السعادة، الذي يساعد أيضًا في تنسيق حركة الجسم. لذا، هل يمكنكم البدء في صباحكم بدون قهوة؟ بالنسبة لي، الجواب واضح.

ما هي فوائد القهوة على صحة الانسان؟

  • زيادة الطاقة واليقظة: الكافيين الموجود في القهوة يمنحك دفعة سريعة من الطاقة، مما يساعدك على البقاء مستيقظًا ومركزًا، خاصة في الصباح أو خلال فترات العمل الطويلة.
  • تحسين المزاج: القهوة ليست فقط مشروبًا مبهجًا، بل هي أيضًا محسن طبيعي للمزاج! الكافيين يعزز إفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يجعلك تشعر بالراحة والسعادة بعد تناول كوب.
  • مساعدة في خسارة الوزن: القهوة ترفع معدل الأيض وتزيد من حرق الدهون، مما يجعلها حليفًا طبيعيًا لأولئك الذين يسعون لخسارة الوزن أو الحفاظ على لياقتهم.
  • تحسين الأداء الرياضي: عشاق اللياقة البدنية يحبون سماع أن القهوة تعزز الأداء البدني، فهي تساعد على إفراز الأدرينالين، ما يجعلك قادرًا على بذل جهد أكبر أثناء التمرين.
  • تقليل خطر الإصابة بالأمراض: من الفوائد التي تدهش الكثيرين أن القهوة قد تقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة مثل الزهايمر، باركنسون، والسكري من النوع 2، ما يجعلها أكثر من مجرد مشروب يومي!
  • تعزيز صحة القلب: رغم ما يُشاع عن تأثير القهوة على ضغط الدم، إلا أن تناولها باعتدال يرتبط بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
  • العيش لفترة أطول: تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام قد يكون لديهم فرصة للعيش لفترة أطول، فهي تقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة وتحسن الصحة العامة.
  • مليئة بمضادات الأكسدة: الناس يحبون سماع أن القهوة تحتوي على مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة وتحمي خلايا الجسم، مما يعزز مناعة الجسم ويحافظ على صحة الجلد والبشرة.
  • صديقة الدماغ والإبداع: القهوة تحسن القدرة على التركيز وتعزز التفكير الإبداعي، فهي تمنحك لحظات من الإلهام والتألق الذهني.
  • لحظات اجتماعية ممتعة: الناس يحبون الاستمتاع بالقهوة ليس فقط بسبب فوائدها الصحية، ولكن أيضًا لأنها تجمع الأصدقاء، وتخلق لحظات دافئة وممتعة في المقاهي أو خلال جلسات العمل.

هل هناك أي آثار سلبية على الجهاز الهضمي نتيجة شرب القهوة صباحا على الريق؟

الكثيرون يعتقدون أن شرب القهوة صباحًا على معدة فارغة يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي مثل زيادة إفراز أحماض المعدة، التي قد تؤدي إلى الشعور بالغثيان، الحموضة، أو حتى الإسهال. هذه الفكرة انتشرت على نطاق واسع، مستندة إلى أن القهوة بمذاقها المر تحفز المعدة على إفراز المزيد من العصارة الحمضية. ومع عدم وجود طعام في المعدة لتخفيف تأثير هذه الأحماض، يظن البعض أن ذلك يسبب تهيجًا في بطانة المعدة، وقد يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة أو حتى تلف المعدة.

لكن دعني أخبرك بالحقيقة!

  • القهوة وأحماض المعدة: بالفعل، القهوة قد تحفز إفراز العصارة الحمضية، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن هناك ضررًا مباشرًا على المعدة. الدراسات أوضحت أن الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من مشاكل مسبقة في المعدة، مثل القرحة أو ارتجاع المريء، لا يتأثرون سلبًا بشرب القهوة على الريق. في الواقع، الجهاز الهضمي الطبيعي قادر على التعامل مع هذه الأحماض دون مشاكل.
  • الحساسية للقهوة وأمراض الجهاز الهضمي: بعض الأشخاص قد يعانون من حساسية أو عدم تحمل القهوة، سواء شربوها على معدة فارغة أو بعد تناول الطعام. مثل هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يعانون من حالات مرضية معينة مثل قرحة المعدة أو متلازمة القولون العصبي، وهي التي تجعلهم يشعرون بأعراض مثل الغثيان أو الحموضة بعد شرب القهوة. من المهم لهؤلاء مراقبة أجسامهم وتحديد ما إذا كانت القهوة على الريق تزعجهم.
  • تأثير القهوة على هرمون الكورتيزول: هناك اعتقاد بأن شرب القهوة صباحًا يزيد من مستويات الكورتيزول، وهو الهرمون المسؤول عن ضبط مستويات الجلوكوز في الدم وتنظيم ضغط الدم ومستويات النشاط والتركيز. بالفعل، مستويات الكورتيزول تكون في أعلى مستوياتها عند الاستيقاظ من النوم. ومع ذلك، زيادة الكورتيزول الناتجة عن شرب القهوة تكون مؤقتة ولا تؤدي إلى آثار صحية خطيرة. الأمراض التي قد تسبب ارتفاع الكورتيزول بشكل ضار ترتبط بحالات مرضية معينة، وليس بسبب القهوة نفسها.
  • دراسات حول تأثير القهوة على الكورتيزول: بعض الدراسات أشارت إلى أن الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام يظهرون مستويات منخفضة من الكورتيزول مقارنةً بأولئك الذين لا يشربونها. وهذا يعني أن الجسم يتكيف مع استهلاك القهوة بمرور الوقت، ولا يتعرض لمخاطر صحية بسبب شربها في الصباح.

لماذا مفعول القهوة عكسي على بعض الأشخاص "ينامون فور تناولها"؟

مع مرور الوقت، يمكن أن يطور الجسم تحملًا للكافيين عند تناوله بكميات كبيرة بانتظام، مما يؤدي إلى انخفاض استجابة الجسم له. الأشخاص الذين يشربون القهوة بشكل مفرط قد لا يشعرون بالتأثير المنشط المعتاد، وفي بعض الحالات قد يشعرون بالتعب بعد تناولها، حيث يستخدم الجسم القهوة كإشارة للاسترخاء. بالنسبة لبعض الأفراد، الكافيين يؤثر على الجهاز العصبي المركزي بطريقة مختلفة، مسببًا تأثيرًا مهدئًا بدلًا من التنشيط، وذلك بسبب اضطراب في التفاعل مع المستقبلات العصبية. إضافة إلى ذلك، شرب القهوة قد يزيد من معدل الأيض ويؤدي إلى زيادة إفراز الأنسولين، ما يتسبب في انخفاض مستويات السكر في الدم، وبالتالي قد يشعر الشخص بالتعب أو النعاس بدلاً من اليقظة. أيضًا، تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في استجابة الجسم للكافيين، حيث يمتلك بعض الأشخاص تمثيلًا غذائيًا أسرع للكافيين بسبب الجينات، مما يؤدي إلى زوال تأثيره بشكل أسرع، وبالتالي الشعور بالتعب بعد تناوله.

هل يوجد فرق في وقت شرب القهوة؟

نعم، توقيت شرب القهوة يمكن أن يؤثر على فوائدها ومخاطرها:

في الصباح الباكر، تكون مستويات الكورتيزول، المعروف بهرمون النشاط، مرتفعة بشكل طبيعي في الجسم. شرب القهوة في هذا الوقت قد يزيد من مستويات الكورتيزول أكثر، لذا من الأفضل تأجيل شرب القهوة لبضع ساعات بعد الاستيقاظ بدلًا من تناولها فورًا. يُفضل شرب القهوة بين الساعة 9:30 و11:30 صباحًا، حيث تكون مستويات الكورتيزول في أدنى مستوياتها، ما يجعل الكافيين أكثر فعالية. يُذكر أن الكورتيزول يصل إلى أعلى مستوياته عادة بعد 30 إلى 45 دقيقة من الاستيقاظ، لذلك لا يحتاج الجسم إلى الكافيين فور الاستيقاظ، إذ يكون بالفعل في حالة تنشيط طبيعية. أما في فترة ما بعد الظهر، فإن القهوة تكون مفيدة للحفاظ على التركيز والطاقة، خاصة عند الشعور بالتعب أو الخمول. ومع ذلك، يُنصح بتجنب شرب القهوة في المساء أو الليل، حيث يمكن أن يؤثر الكافيين على النوم ويسبب الأرق، نظرًا لبقاء تأثيره في الجسم لعدة ساعات.

وأخيرًا، معظم الأضرار المرتبطة بالقهوة تنتج عن الإفراط في تناولها، سواء على معدة فارغة أو ممتلئة. الجرعة المناسبة للبالغين من الكافيين هي 400 ملغ يوميًا، أي ما يعادل حوالي أربعة أكواب من القهوة. أما بالنسبة للمرأة الحامل، فينصح بالحد من استهلاك الكافيين إلى 200 ملغ يوميًا، وهو ما يعادل كوبين من القهوة، نظرًا لقدرة الكافيين على عبور المشيمة.

هل يوجد فرق بين القهوة المُرة والحلوة؟

القهوة المرة هي الخيار الأكثر صحة لاحتوائها على عدد أقل من السعرات الحرارية وعدم إضافة السكر. السكر الزائد يمكن أن يزيد من خطر السمنة وأمراض القلب، بينما القهوة المرة تحتوي فقط على مضادات الأكسدة والمركبات المفيدة للجسم.

الكافيين الموجود في القهوة المرة يؤثر بشكل مباشر، دون التداخل مع السكريات.

إضافة السكر أو المحليات الأخرى إلى القهوة يزيد من السعرات الحرارية ويمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم، خاصة إذا كانت القهوة تحتوي على كميات كبيرة من السكر. تناول الكثير من السكر مع القهوة قد يقلل من بعض فوائد القهوة الصحية.

قد يؤدي الإكثار من السكر في القهوة إلى الإدمان على السكر وليس على القهوة فقط، مما قد يتسبب في مشاكل صحية على المدى الطويل مثل السمنة ومرض السكري من النوع 2.

في الختام، بينما نستمتع بفوائد القهوة وتأثيرها المحفز على نشاطنا وطاقتنا، لا يمكننا تجاهل الجوانب السلبية التي قد تصاحب شربها. لذا، سنقوم بالتطرق إلى موضوع آخر في مقال مفصل حول الأضرار المحتملة لشرب القهوة، حيث سنجيب على جميع التساؤلات التي قد تدور في أذهانكم. تابعونا لمزيد من المعلومات والنصائح القيمة!

مقالات ذات صلة

تعليقات