9 نصائح بسيطة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة للأمهات العاملات

بصفتي أمًا لطفلين وسيدة أعمال، مررت بتجارب مثل العديد من الأمهات العاملات، حيث شعرت في بعض الأوقات بأسوأ حالاتي النفسية. كانت تلك الفترات مليئة بالإرهاق، والشكوك الذاتية، وضغوط الحياة الشخصية والمهنية. لكن استغرقني وقتًا طويلاً لأمنح نفسي الإذن بالاعتراف بأهمية الصحة النفسية، ولأدرك مدى حساسيتها أحيانًا. والأصعب من ذلك كان الالتزام بحمايتها بشكل استباقي.

لا تزال هناك العديد من المحظورات والصمت المحيط بقضايا الصحة النفسية، مثل الاكتئاب، والقلق، وحتى الانتحار، خاصةً في بيئات العمل. حيث تضطر الكثير من النساء العاملات إلى ارتداء قناع المهنية، مما يساهم في استمرار ثقافة تجاهل الصحة النفسية.

إذن، ما الذي يمكن فعله كامرأة عاملة مشغولة للاعتناء بصحتك النفسية بطريقة استباقية، كريمة، وقبل كل شيء فعّالة؟ كان هذا سؤالًا يتردد في ذهني كثيرًا. على مدار رحلتي الشخصية والمهنية، كنت محظوظة بتلقي بعض الإرشادات في هذا المجال، والتي أود مشاركتها. كما وجدت راحة في إدراك أننا لسنا وحدنا في رحلتنا للعناية بصحتنا النفسية. فنحن نسير جنبًا إلى جنب مع العديد من النساء الأخريات اللواتي يبذلن قصارى جهدهن لحماية صحتهن النفسية أيضًا.

إليكِ مجموعة من النصائح الفعّالة للتخفيف من ضغوط العمل، تساعدكِ على الاهتمام بنفسك كامرأة عاملة:

  • إيجاد التوازن: التوازن الصحي يعني أن تعطي نفس القدر من الاهتمام والمسؤولية لك وللآخرين. كأم عاملة، قد تجدين أن المسؤوليات تجاه عائلتك وأعمالك تأتي دائمًا في المقدمة. لتحقيق هذا التوازن، من الضروري أن نعيد توجيه تركيزنا نحو أهمية العناية بأنفسنا. وهذا يتضمن الاستثمار في صحتنا الجسدية والعقلية، وإيجاد طرق للتعامل مع التوتر. قد تشعرين بالتردد أو الارتباك عندما يُشدد على أهمية العناية الذاتية. قد تفكرين في نفسكِ قائلةً: "من لديه الوقت للاسترخاء في حمام فوار أو ممارسة التأمل بينما لا أستطيع حتى أخذ حمام دافئ في الوقت المحدد؟" ولكن، العناية الذاتية لا يجب أن تكون معقدة أو تستغرق وقتًا طويلاً. قد تكون لحظات بسيطة، مثل أخذ بضع دقائق للاسترخاء مع فنجان من القهوة، أو الاستمتاع بمشاهدة برنامجك المفضل بعد نوم الأطفال. تذكري أن عطاءك للآخرين سيكون أكثر فاعلية إذا كنتِ قد استثمرت في راحتكِ وتجديد طاقتكِ.
  • الاعتراف بمشاكل الصحة النفسية خطوة أساسية نحو التعافي: يبدأ تحسين الصحة النفسية بالصدق مع نفسك، خصوصًا عندما تواجه تحديات تؤثر على حالتك العقلية. إذا شعرت بأنك لست على طبيعتك، أو لاحظت إجهادًا مستمرًا، حزنًا غير مبرر، أو شعورًا دائمًا بالقلق أو الخوف، فقد تكون صحتك النفسية بحاجة إلى دعم فوري. لا تتجاهل هذه العلامات، ولا تحاول التعامل معها بمفردك أو الانتظار حتى تتحسن تلقائيًا. التفكير في طلب المساعدة من مختص في الصحة النفسية خطوة ضرورية.
  • من وجهة نظري، يجب أن يكون لكل فرد جلسة واحدة على الأقل مع معالِج نفسي كجزء من رعايته الذاتية. فالتقييم الدوري للصحة النفسية لا يقل أهمية عن الفحوصات الطبية الأخرى. السبب بسيط: جميعنا نمر بمواقف معقدة ونواجه تحديات تؤثر على توازننا النفسي بطرق مختلفة. وقد يساعد التحدث مع شخص محترف وموضوعي على فهم هذه التجارب والتعامل معها بشكل أفضل.
  • لا تخجل من الاعتراف بمشاكلك النفسية: حتى لو كان ذلك لنفسك فقط كبداية. ابحثي عن أصدقاء موثوقين يمكنهم تقديم الدعم العاطفي والاستماع إليكِ بثقة، مما يساعدكِ على التخلص من الضغوط النفسية والتوتر المتراكم. كما يُعد تعلم استراتيجيات فعّالة لإدارة مصادر التوتر جزءًا أساسيًا من الحفاظ على صحتك النفسية. وتذكر دائمًا أن صحتك النفسية ليست رفاهية، بل هي أحد أهم عوامل نجاحك وسعادتك في الحياة والعمل.
  • خطوات سريعة لوضع الحدود: من أهم الخطوات التي يجب على المرأة العاملة اتخاذها للحفاظ على صحتها النفسية هي تحديد الحدود الواضحة بين حياتها الشخصية والمهنية. كثيرًا ما تجد النساء أنفسهن محملات بأعباء العمل والمنزل، مما قد يؤدي إلى شعور بالإرهاق، القلق، والاكتئاب. قد يكون من الصعب رفض الالتزامات أو التراجع عن تقديم المساعدة، خاصة عندما يكون لدينا الكثير على أكتافنا. ومع ذلك، تعلم قول "لا" يعد أمرًا أساسيًا للحفاظ على توازن الحياة. لا تشعري بالذنب عندما ترفضين شيئًا لا يتناسب مع أولوياتك أو عندما تحتاجين إلى وقت للاعتناء بنفسك.
  • أحيانًا قد تشعر الأمهات العاملات بالذنب تجاه العناية بأنفسهن أو تحديد حدود لوقتهن. نحن تحت ضغط دائم لتحقيق التوازن بين العمل والمنزل، وقد نعتقد أن وضع احتياجاتنا الشخصية في المقام الأول أمر غير مسموح به. لكن الحقيقة هي أن تخصيص وقت لأنفسنا ليس أنانية، بل هو استثمار في رفاهيتنا. عندما نهتم بأنفسنا، نتمكن من التعامل مع ضغوط الحياة بشكل أفضل وتجنب الإرهاق.
  • من جهة أخرى، يمكن أن تساهم بيئات العمل التي تقدر الساعات الطويلة والتوافر المستمر في تعقيد هذه المسألة. لذا من الأفضل البحث عن بيئات عمل تشجع على التوازن بين الحياة الشخصية والعمل. تذكري دائمًا أن العناية بنفسك تتيح لك أن تكوني أفضل أم، زوجة، وأفراد العائلة، وأنه من المقبول أن تطلبي الدعم من أسرتك.
  • خذي بعض الوقت للراحة: من الضروري للمرأة العاملة تخصيص وقت لنفسها بعيدًا عن ضغوط العمل والالتزامات اليومية التي قد تؤدي للإرهاق العقلي والجسدي. لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، يجب تنظيم الجدول الزمني لأخذ فترات راحة منتظمة، سواء في عطلات نهاية الأسبوع أو خلال الأمسيات. العناية بالنفس لا تتطلب أنشطة معقدة، بل يمكن أن تكون لحظات بسيطة مثل الاستمتاع بكوب من القهوة أو قراءة كتاب. تذكري أن سلامتك النفسية والجسدية هي الأساس لاستمرارك في العطاء في جميع جوانب حياتك.
  • أحد الاقتراحات التي قد تساعدكِ في التخلص من ضغوط العمل وتوتره هي تخصيص 10 دقائق بعد العمل للمشي في الجوار. هذا الوقت قد يكون مفيدًا للغاية في التخفيف من توتر العمل، مما يتيح لكِ التفاعل مع أطفالكِ بروح جديدة. عندما اقترحت هذا على بعض النساء اللاتي طلبن مساعدتي، كن يعتقدن أن قضاء 10 دقائق مع أطفالهن بعد العمل هو حقهن ولا يمكن التنازل عن هذا الوقت. ومع ذلك، كن يقضين تلك الدقائق متوترات، مما يؤثر على تفاعلهن مع أطفالهن. عندما جربن تلك الفكرة لمدة 10 دقائق بعد العمل، وجدن أنها تساعدهن في التخلص من ضغوط العمل، مما جعلهن قادرين على قضاء وقت أكثر هدوءً واهتمامًا مع أطفالهن. وقد أصبحت هذه العادة جزءًا من روتينهم اليومي وحققت نتائج إيجابية.
  • تعلم فن التفويض: لا عيب في الاعتراف بأنه لا يمكنكِ القيام بكل شيء بمفردك، وأن طلب المساعدة يمكن أن يخفف من عبء العمل الكبير الذي تتحملينه. عندما تحاولين إنجاز كل شيء بمفردك، فإنكِ لا تتعبين جسدك فقط، بل تهيئينه أيضًا للانهيار في المستقبل. حددّي المهام التي يجب عليكِ القيام بها بنفسك والأخرى التي يمكن أن يتولى مسؤوليتها آخرون. اطلبِي المساعدة من الزملاء في العمل، أو زوجك، أو أفراد العائلة. يمكنكِ أنتِ وزوجك تنظيم مهام المنزل والعمل بطريقة تمنع كلاكما من الشعور بالرهبة عند العودة إلى المنزل بعد يوم طويل في المكتب.
  • ابقِ على تواصل خلال اليوم: بفضل التكنولوجيا، لم يعد من الصعب معرفة حال أحبائك وأين يتواجدون. يمكن لجميع الأمهات العاملات البقاء على تواصل مع أطفالهن أثناء العمل. إذا كنتِ تفتقدين أطفالك، يمكنكِ إجراء مكالمة هاتفية أو حتى مكالمة فيديو أثناء فترة الاستراحة لتشعري بالراحة وتواصلي مع أطفالك دون أن يؤثر ذلك على تركيزك في العمل.
  • حددي مصادر الإلهاء ووقت ضياع الوقت: عندما تكونين امرأة عاملة، فإن كل دقيقة مهمة، سواء في العمل أو في المنزل. قد تندهشين عندما تعلمين أن الإلهاءات في العمل قد تكلفك أكثر من ثلاث ساعات يوميًا. إذا كنتِ ترغبين في الحفاظ على تركيزك وزيادة إنتاجيتك، من الضروري الحد من المحادثات غير الضرورية مع الزملاء، وتصفح الإنترنت العشوائي، واستخدام الهواتف الذكية وغيرها من الإلهاءات. حددي وقتًا معينًا للتعامل مع البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية. في المنزل، تجنبي مشاهدة التلفزيون لفترات طويلة، واستغلي هذا الوقت لتعزيز علاقتك بشريكك وأطفالك.

فن التوازن للأمهات العاملات: من خلال تجربتي على مدار السنوات، أدركت أن الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة يتطلب تعديلات مستمرة، وتضحيات، وتنازلات. من الأفضل أن تكوني مستعدة وتتعلمي كيفية الاستفادة القصوى من وقتك وطاقتك. كلما كنتِ أكثر دراية بنفسك وأولوياتك، كلما كانت حياتك أكثر توازنًا.

أخبرينا بأفكارك حول هذه التدوينة والطرق التي تعتمدينها للحفاظ على التوازن بين العمل والحياة.

تعليقات