أفضل المكملات لزيادة إفراز هرمون النمو هل المكملات الطبيعية والصناعية آمنة؟

من أبرز المواضيع المثيرة للجدل في مجال العلاج التعويضي بالهرمونات هو الاختيار بين الهرمونات الطبيعية والهرمونات الصناعية. تُعرف الهرمونات الطبيعية، أو المماثلة بيولوجيًا، بأنها مستخلصة من مصادر نباتية وتُصمم لتُحاكِي الهرمونات التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي. بينما تُنتج الهرمونات الصناعية داخل المختبرات، وغالبًا ما تُستخلص من مصادر حيوانية أو تُركب كيميائيًا لتقترب في تركيبها من الهرمونات الطبيعية.
لكن السؤال الأهم: أي نوع من الهرمونات هو الأنسب لجسمك؟ في هذه المدونة، سنستعرض الفروقات بين الهرمونات الطبيعية والصناعية، ونناقش فوائد ومخاطر كل منهما، لنساعدك على اتخاذ قرار مستنير في رحلتك مع العلاج بالهرمونات التعويضية.
  • قبل التعمق في الفروقات بين الهرمونات الطبيعية والصناعية، الهرمونات الطبيعية، أو ما يُعرف بالهرمونات المُماثَلَة بيولوجيًا، هي مركبات تُستخلص من مصادر نباتية مثل البطاطا الحلوة وفول الصويا، وتُصمم كيميائيًا لتكون مطابقة تمامًا للهرمونات التي ينتجها الجسم البشري، مثل الإستروجين والبروجسترون والتستوستيرون. هذه الهرمونات تلعب دورًا حيويًا في الجسم، حيث تُنظم العديد من الوظائف مثل التمثيل الغذائي، والتكاثر، والمزاج، والنوم. مع تقدم العمر، تنخفض مستويات الهرمونات بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى اختلالات تسبب أعراضًا مزعجة مثل الهبات الساخنة، والتغيرات المزاجية، والتعب.
  • هنا يأتي دور العلاج التعويضي بالهرمونات، الذي يهدف إلى استعادة التوازن الهرموني في الجسم من خلال تعويض نقص هرمونات معينة، غالبًا الإستروجين والبروجسترون لدى النساء، لتخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة. بالإضافة إلى دوره في تخفيف الأعراض المرتبطة بالاختلالات الهرمونية، يُستخدم هذا العلاج لعلاج حالات مرضية مثل هشاشة العظام، والانتباذ البطاني الرحمي، وبعض أنواع السرطان. ما يُميز الهرمونات الطبيعية هو اعتقاد بأنها أكثر أمانًا وفعالية مقارنة بالهرمونات الصناعية، حيث يمكن للصيادلة تحضيرها بجرعات مخصصة لتلائم احتياجات كل فرد بناءً على حالته ومستويات هرموناته.
هل مكملات الأرجينين والجلوتامين تعزز إفراز هرمون النمو؟
  • الأرجينين هو حمض أميني يدعم صحة القلب بتوسيع الأوعية الدموية، يعزز الأداء الرياضي، ويساعد في التئام الجروح. الجرعة اليومية الآمنة تتراوح بين 3-6 جرامات، بينما الجرعات العالية (أكثر من 9 جرامات) قد تسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي أو انخفاضًا مفرطًا في ضغط الدم.
  • التمارين المكثفة تعد محفزًا قويًا لإفراز هرمون النمو بنسبة تصل إلى 500%، بينما يمكن للأرجينين زيادة الهرمون أثناء الراحة بنسبة 100%. ومع ذلك، الجمع بين الأرجينين والتمارين قد يؤدي إلى تأثير أقل مقارنة بالتمارين وحدها.
  • يُفضل استشارة طبيب قبل تناول المكملات، خاصة لمرضى القلب، ضغط الدم، أو الربو. وللحصول على فوائد آمنة، يُنصح بمصادر غذائية طبيعية كالمكسرات، اللحوم، والبقوليات.
  • الجلوتامين هو حمض أميني مهم يدعم صحة الجهاز المناعي، يساهم في تحسين صحة الأمعاء، ويساعد على التعافي بعد التمارين الرياضية المكثفة. الجرعة اليومية الآمنة من الجلوتامين تتراوح بين 5-10 جرامات، بينما الجرعات العالية قد تسبب اضطرابات هضمية مثل الغثيان أو الانتفاخ لدى بعض الأشخاص.
  • مكملات الجلوتامين لا تعزز بشكل مباشر إفراز هرمون النمو بنفس الطريقة التي يفعلها الأرجينين أو التمرين المكثف. ومع ذلك، هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن الجلوتامين قد يساعد في تحسين مستويات هرمون النمو بشكل غير مباشر من خلال تحسين التوازن العضلي وتعزيز تعافي الجسم بعد التمرين، مما يساهم في بيئة مناسبة لإفراز هرمون النمو.
  • على الرغم من فوائده، يُنصح باستشارة طبيب قبل استخدام مكملات الجلوتامين، خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل الكبد أو الكلى. للحصول على فوائده من المصادر الطبيعية، يُفضل تناول أطعمة غنية بالجلوتامين مثل اللحوم، منتجات الألبان، البيض، والمكسرات.
هل تناول مكملات البروتين يزيد من إفراز هرمون النمو؟
  • تناول مكملات البروتين قد يساعد بشكل غير مباشر في تعزيز إفراز هرمون النمو، لكنه ليس محفزًا رئيسيًا لهذا الهرمون. البروتين يحتوي على الأحماض الأمينية، وهي الوحدات الأساسية التي يحتاجها الجسم لبناء وإصلاح الأنسجة، بما في ذلك العضلات.
  • عند تناول البروتين، خاصة بعد التمرين، يمكن أن يساعد في تعزيز نمو العضلات وتحفيز استجابة الجسم للتعافي، وهذا يمكن أن يؤدي بشكل غير مباشر إلى زيادة إفراز هرمون النمو. الدراسات تشير إلى أن تناول البروتين بعد التمرين يعزز إفراز هرمون النمو بشكل طفيف بسبب التأثير المحفز على عمليات الإصلاح والتعافي العضلي. ومع ذلك، لا يعتبر البروتين مكملًا مخصصًا لتحفيز هرمون النمو بشكل مباشر كما هو الحال مع الأرجينين أو التمارين المكثفة.
هل يمكن لمكملات الكولاجين أن تؤثر إيجابيًا على إفراز هرمون النمو؟
مكملات الكولاجين قد تؤثر بشكل غير مباشر على إفراز هرمون النمو من خلال تحسين جودة النوم، حيث يحتوي الكولاجين على الأحماض الأمينية مثل الجلايسين التي تدعم النوم العميق. نظرًا لأن هرمون النمو يُفرز بكميات أكبر أثناء النوم العميق، فإن تحسين النوم قد يؤدي إلى زيادة إفرازه. ومع ذلك، لا توجد أبحاث كافية تؤكد تأثير الكولاجين المباشر على هرمون النمو. تأثير الكولاجين الأكثر وضوحًا هو في تعزيز صحة الجلد والمفاصل والعظام. إذا كنت تفكر في استخدامه، من الأفضل استشارة مختص لتوجيهك بما يتناسب مع احتياجاتك الصحية.
نصائح إضافية:
  • توجد مجموعة من المكملات الرياضية التي يمكن أن تكون مفيدة في تعزيز مستويات هرمون النمو، مثل بيتا-ألانين، والتي يُفضل تناولها كمكملات قبل التمرين للحصول على أفضل النتائج.
  • يمكنك أيضًا استخدام مكملات الكرياتين لزيادة مستويات هرمون النمو بسرعة.
  • أما الأورنيثين، فهو مكمل يُستخدم بشكل رئيسي لتحسين الأداء الرياضي، ولكن هناك ادعاءات بأنه قد يساعد أيضًا في رفع مستويات هرمون النمو لدى الأشخاص.
  • بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الجلايسين، وهو حمض أميني، معروفًا بدوره في تحسين الأداء أثناء التمارين الرياضية. كما أنه قد يساعد في زيادة مستويات هرمون النمو خلال فترات زمنية قصيرة.
هل هناك أضرار جانبية لتناول مكملات تعزز هرمون النمو؟
  • تتوفر العديد من المكملات الغذائية التي يُعتقد أنها قد تعزز إفراز هرمون النمو، مثل الأرجينين، الجلوتامين، والجيلاتين. ومع ذلك، قد يترتب على استخدامها بعض الأضرار والآثار الجانبية التي يجب أخذها في الاعتبار
  • بعض المكملات التي تعزز هرمون النمو قد تتفاعل مع أدوية معينة، مثل أدوية السكر، أدوية الضغط، أو أدوية القلب. يمكن أن تزيد من تأثير الأدوية أو تعيق فعاليتها.
  • زيادة الإفراز المفرط لهرمون النمو، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل فرط النمو، الذي يشمل تضخم الأنسجة والعظام (مثل مرض العملاق أو التضخم المفرط للعضلات).
  • بعض المكملات، مثل الجلوتامين والأرجينين، قد تؤثر على نوعية النوم في بعض الأشخاص، مما يسبب اضطرابات أو قلة النوم.
  • مكملات الأرجينين أو الجلوتامين قد تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإسهال أو الغثيان، خاصة عند تناول جرعات عالية.
  • مكملات الأرجينين قد تؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم، وهو ما قد يشكل خطرًا للأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم أو يتناولون أدوية خافضة للضغط.
  • بعض المكملات مثل الأرجينين قد تؤدي إلى تراكم الأمونيا في الجسم، مما قد يؤثر على وظائف الكبد ويسبب تعبًا غير مبرر في بعض الحالات.
ما هو تأثير المكملات العشبية على إفراز هرمون النمو؟
المكملات العشبية قد يكون لها تأثيرات متنوعة على إفراز هرمون النمو (GH)، ولكن تأثيرها غالبًا ما يكون غير مباشر أو خاضعًا للبحث المستمر. فيما يلي بعض الأعشاب والمكملات العشبية التي يُعتقد أنها قد تؤثر على هرمون النمو:
  • الجينسنغ: يُعتبر الجينسنغ من الأعشاب التي قد تعزز إفراز هرمون النمو بشكل غير مباشر. أظهرت بعض الدراسات أن الجينسنغ يمكن أن يساعد في تحسين الأداء البدني وزيادة مستويات الطاقة، مما قد يحفز إفراز هرمون النمو من خلال تحسين جودة التمرين والأنشطة البدنية.
  • الماكا: تُعرف جذور الماكا بأنها تعزز من مستويات الطاقة وتحسن الصحة الجنسية. بعض الدراسات تشير إلى أن الماكا قد تساعد في تعزيز إفراز هرمون النمو من خلال تحفيز الغدة النخامية، على الرغم من أن هذه الأدلة ليست قوية بما يكفي لدعم التأثير المباشر.
  • الشيلاجيت: يعتبر الشيلاجيت أحد المكملات العشبية التقليدية التي تُستخدم لتعزيز الطاقة وتحسين الأداء البدني. يحتوي الشيلاجيت على الأحماض الأمينية والمعادن التي قد تساعد في تعزيز إفراز هرمون النمو عند الأشخاص الذين يعانون من مستويات منخفضة من هذا الهرمون.
  • الزعرور (Hawthorn Berry): يُعتقد أن الزعرور يحسن من صحة القلب والأوعية الدموية، مما قد يكون له تأثير غير مباشر على إفراز هرمون النمو من خلال تحسين تدفق الدم. تحفيز الدورة الدموية قد يعزز من قدرة الجسم على الاستفادة من هرمون النمو.
  • التريبولوس (Tribulus terrestris): هو مكمل عشبي معروف بقدرته على تحسين مستويات التستوستيرون، مما قد يعزز من مستويات هرمون النمو بشكل غير مباشر من خلال تحفيز الغدد الصماء.
  • التأثيرات الجانبية المحتملة:
  • معظم المكملات العشبية آمنة عند استخدامها وفقًا للجرعات الموصى بها، لكن استخدامها قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل اضطرابات المعدة، أو تغيرات في مستويات الهرمونات، أو تفاعل مع الأدوية الأخرى.
يجب الحذر عند استخدامها مع أدوية أخرى، خاصة تلك التي تؤثر على مستويات الهرمونات أو تعزز من تأثيرات الجسم.
التوصيات:
من المهم استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل البدء باستخدام المكملات العشبية، خاصة إذا كان الشخص يعاني من حالات صحية مزمنة أو يتناول أدوية. 
لا توجد أدلة علمية قوية لدعم التأثير المباشر للمكملات العشبية على هرمون النمو، لذا يجب التعامل معها بحذر وعدم الاعتماد عليها كعلاج أساسي.

مقال ذات صلة   ما هو هرمون النمو؟ فوائده، دوره وأهميته في صحة الجسم

تعليقات