لماذا يصاب الرجال بالنوبات القلبية في سن مبكرة مقارنة بالنساء؟
وفقًا لدراسات حديثة شملت الرجال حول العالم، تُعد النوبات القلبية من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة، حيث يعاني الرجال من أول نوبة قلبية في المتوسط قبل النساء بعشر سنوات تقريبًا. ورغم التقدم في العادات الصحية، مثل اتباع نظام غذائي متوازن، وزيادة النشاط البدني، والتقليل من التدخين، إلا أن هذا الفارق الزمني لا يزال قائمًا.
عوامل خطر النوبات
القلبية المبكرة لدى الرجال
- تلعب الهرمونات دورًا أساسيًا في صحة الأوعية الدموية والقلب. فعند النساء، يساعد كل من هرموني الإستروجين والبروجسترون، اللذان يكونان بمستويات أعلى قبل انقطاع الطمث، في حماية الأوعية الدموية وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب. أما الرجال، الذين لديهم مستويات أقل من هذه الهرمونات، فلا يتمتعون بنفس الحماية الطبيعية للقلب. على الجانب الآخر، يُعتبر هرمون التستوستيرون الذي يُفرز بشكل أكبر لدى الرجال عاملًا مساعدًا في حماية القلب. لكن مع التقدم في العمر، وخصوصًا بعد سن الأربعين، تبدأ مستويات التستوستيرون في الانخفاض تدريجيًا، ما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالمشاكل القلبية وارتفاع معدلات الوفاة.
- السمنة البطنية حيث يميل الرجال إلى تخزين الدهون بشكل أساسي في منطقة البطن، على عكس النساء يُخزّنَّ الدهون غالبًا في منطقة الوركين. الدهون البطنية، أو ما يُعرف بالدهون الحشوية، تُعتبر من أخطر أنواع الدهون لأنها تحيط بالأعضاء الداخلية بدلاً من تراكمها تحت الجلد فقط.
- تحتوي هذه الدهون على خلايا التهابية تُسهم في زيادة الالتهاب المزمن بالجسم، وتؤثر سلبًا على مستويات الكوليسترول وسكر الدم. هذا النوع من الدهون يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب مقارنة بالدهون في مناطق الجسم الأخرى.
- التوتر المزمن والغضب الشديد هما من أكبر المخاطر على صحة القلب. وقد أظهرت الدراسات أن خطر الإصابة بالنوبة القلبية يزداد بشكل كبير بعد نوبات الغضب الحادة، حيث يعاني الرجال صعوبة أكبر في إدارة هذه المشاعر بسبب تأثير التستوستيرون.
- على المدى الطويل، يمكن أن تؤدي مستويات السكر المرتفعة في الدم إلى تلف الأوعية الدموية والأعصاب المسؤولة عن تنظيم وظائف القلب. كما أن مرضى السكري غالبًا ما يعانون من حالات صحية أخرى تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. كلما طالت مدة الإصابة بمرض السكري، زادت احتمالية حدوث مشاكل قلبية. وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 30% من المصابين بالسكري من النوع الثاني يعانون أيضًا من أمراض القلب والأوعية الدموية.
- النظام الغذائي غير الصحي هو أحد أبرز العوامل المؤثرة في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب عند الرجال. تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة والمتحولة، والصوديوم، والسكريات، يعزز من ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم والسمنة البطنية، مما يسبب تصلب الشرايين وزيادة فرص الإصابة بالنوبات القلبية.
- قلة النشاط البدني تُعد عاملاً رئيسياً في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الرجال. يؤدي الخمول إلى تراكم الدهون في الجسم، وزيادة الكوليسترول الضار (LDL)، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الوزن، مما يُضعف صحة القلب والأوعية الدموية. كما أن قلة التمارين تعيق تحسين كفاءة القلب في ضخ الدم وتؤثر سلباً على مرونة الشرايين.
علامات النوبة
القلبية لدى الرجال
هل كنت تعلم أن
هناك علامات أخرى للنوبة القلبية بخلاف الألم في الصدر؟ في الواقع، يمكن أن تحدث بعض
النوبات القلبية دون أن يصاحبها ألم في الصدر. من المهم معرفة جميع العلامات التحذيرية
التي قد تشير إلى نوبة قلبية حتى تتمكن من الحصول على العلاج المناسب فورًا. إذا حدثت
النوبة القلبية ولم تُعالج، فقد تسبب ضررًا لقلبك. من أبرز علامات النوبة القلبية الشائعة
لدى الرجال:
- ألم أو ضغط أو شعور بعدم الارتياح في الصدر (الأكثر شيوعًا).
- ألم في مناطق أخرى من الجسم مثل المعدة، الذراع، الظهر، الرقبة، الفك أو الأسنان.
- ضيق في التنفس.
- السعال أو الأزيز.
- شعور بالقلق غير المعتاد، الضعف أو التعب.
كيفية علاج أمراض
القلب؟
- تعتمد طرق علاج أمراض القلب على نوع الحالة التي تعاني منها. غالبًا ما تشمل الخيارات الرئيسية تغييرات في نمط الحياة، الأدوية أو الإجراءات الطبية. بالنسبة لأمراض القلب، قد تكون التغييرات في أسلوب حياتك هي أفضل وسيلة للعلاج. لديك القدرة على تبني عادات صحية يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحة قلبك بشكل جيد.
- إذا كنت مدخنًا، حاول الإقلاع عن التدخين. وإذا كان أحد أفراد أسرتك يدخن، شجعه على التوقف. نعلم أن الأمر صعب، لكن الأصعب هو التعافي من نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو العيش مع أمراض القلب المزمنة. التزم بالإقلاع. نحن هنا لدعمك إذا كنت بحاجة لذلك.
- يعد النظام الغذائي المتوازن أحد أقوى الأسلحة لمكافحة أمراض القلب. الأطعمة التي تتناولها تؤثر على عوامل الخطر التي يمكن التحكم فيها مثل الكوليسترول، ضغط الدم، مستويات السكر في الدم والوزن.
- اختر الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن والألياف ولكن مع قلة السعرات الحرارية.
- ركز على نظام غذائي يحتوي على الكثير من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
- ضمن حليب قليل الدسم، الدواجن بدون جلد، الأسماك، البقوليات والزيوت النباتية غير الاستوائية والمكسرات.
- قلل من تناول الدهون المشبعة والمتحولة، اللحوم الحمراء والمعالجة، السكريات المضافة، المشروبات المحلاة والصوديوم.
- للحفاظ على وزن صحي، يجب موازنة طعامك مع النشاط البدني بحيث تحرق نفس عدد السعرات الحرارية التي تتناولها.
- يجب تقليل تناول الدهون المشبعة، تجنب الدهون المتحولة والتحرك أكثر. إذا لم تنخفض مستويات الكوليسترول عبر النظام الغذائي والنشاط البدني فقط، فقد تحتاج إلى أدوية.
- يؤثر الكولسترول الجيد (HDL) بشكل إيجابي على صحة القلب عن طريق إزالة الدهون الزائدة من الأوعية الدموية، بينما يساهم الكولسترول الضار (LDL) في تراكم الدهون على جدران الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب مثل تصلب الشرايين والنوبات القلبية.
إذا كنت تعاني من ارتفاع الكوليسترول أنصحك بقراءة هذا المقال حول :
دور الكوليسترول في الجسم وتأثيره
طرق خفض الكوليسترول وأنواعه
- الدهون الثلاثية هي الدهون الأكثر شيوعًا في الجسم. مستويات مرتفعة من الدهون الثلاثية مع انخفاض HDL أو ارتفاع LDL تزيد من خطر التصلب العصيدي.
- يعد ارتفاع ضغط الدم من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر السكتة الدماغية. حاول تقليل تناول الملح، تناول الأدوية الخاصة بك وزيِّن حياتك بالنشاط البدني. يجب أن يكون ضغط الدم المثالي أقل من 120/80 ملم زئبق.
- قلل من الجلوس وحاول أن تكون نشيطًا جسديًا كل يوم. 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني المعتدل أسبوعيًا يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم والكوليسترول. كما أنه يساعد في الحفاظ على وزن صحي.
- تناول الكثير من السعرات الحرارية مع قلة النشاط البدني يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسمنة. ولكن حتى فقدان الوزن المعتدل (من 5% إلى 10% من الوزن الإجمالي) يمكن أن يقلل من المخاطر. يمكن أن يساعد فقدان الوزن في تحسين ضغط الدم والكوليسترول.
- السكري يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. إذا كنت مصابًا بالسكري، من المهم متابعة مستويات السكر في الدم بإنتظام مع طبيبك واتباع خطة غذائية صحية والحفاظ على وزن صحي.
- النوم الجيد ليلاً أمر بالغ الأهمية لصحة قلبك. يجب أن يسعى البالغون للنوم من سبع إلى تسع ساعات كل ليلة. يمكنك تحسين جودة نومك من خلال ممارسة النشاط البدني أثناء النهار وإنشاء روتين قبل النوم.
- التوتر يمكن أن يؤدي إلى عادات غير صحية مثل التدخين أو الإفراط في الأكل أو قلة النشاط البدني. ممارسة الرياضة بانتظام، تخصيص وقت للأصدقاء والعائلة، وممارسة تقنيات الاسترخاء يمكن أن تساعد في إدارة التوتر.
- تناول كميات كبيرة من الكحول يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بمرض القلب والسكتات الدماغية. إذا كنت تشرب الكحول، حاول تقليله إلى مشروب واحد في اليوم للنساء، واثنين للرجال.