مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يواجه مرضى السكري تحديًا في التوفيق بين التزامهم الديني ومتطلبات صحتهم. فبينما يُعتبر الصيام فرصة ذهبية لاعتماد عادات غذائية أكثر توازنًا، فإنه قد يُشكل خطرًا على بعض المرضى، مما يستدعي استشارة الأطباء لضمان سلامتهم. إذ قد يؤدي الصيام إلى اضطرابات في مستوى السكر في الدم، سواء بالانخفاض أو الارتفاع، إلى جانب مخاطر أخرى مثل الجفاف وتجلط الدم. ومع ذلك، يمكن للعديد من مرضى السكري الصيام بأمان من خلال اتباع إرشادات طبية دقيقة، وتعديل نمط حياتهم الغذائي والدوائي وفقًا لتوصيات المختصين.
متى يجب التوقف
عن الصيام؟
- يُنصح بالإفطار فورًا عند حدوث أي من الحالات التالية:
- انخفاض مستوى السكر عن 70 ملغ/ديسيلتر.
- ارتفاع السكر لأكثر من 300 ملغ/ديسيلتر.
- الشعور بأعراض خطيرة مثل الدوار، التعب الشديد، أو فقدان الوعي.
إرشادات لصيام
آمن لمريض السكري
- تأخير السحور: يُفَضَّل تأخير وجبة السحور قدر الإمكان، فهذا يساعد في استقرار مستويات الطاقة خلال ساعات الصيام الطويلة.
- تناول إفطار متوازن: يُفضَّل الحد من السكريات والدهون الزائدة وزيادة استهلاك الألياف لتحسين التحكم في مستوى السكر.
- الترطيب الجيد: الإكثار من شرب الماء وتجنب المشروبات السكرية التي قد تؤدي إلى الجفاف.
كم مرة يجب فحص
السكر أثناء الصيام؟
إذا كنت تصوم
لأول مرة أو تعاني من نوبات انخفاض السكر، فمن الأفضل قياسه عدة مرات يوميًا، خاصة
في الصباح، منتصف اليوم، قبل الإفطار وبعده بساعتين، وقبل السحور.
إذا كنت معتادًا
على الصيام، يمكنك قياسه ثلاث مرات يوميًا: في منتصف النهار، قبل الإفطار، وقبل السحور.
ملاحظة: فحص السكر أثناء
الصيام لا يُبطل الصيام.
إدارة الأدوية
أثناء الصيام
يجب ضبط جرعات
الأدوية وفقًا لتوصيات الطبيب. أما بالنسبة للأنسولين:
✔ إذا كان الإفطار
خفيفًا، يُفضَّل تأجيل جرعة الأنسولين السريع.
✔ عند تناول وجبة رئيسية، يُنصح بأخذ الأنسولين السريع قبل الطعام مباشرة.
الأدوية المباحة
اتفق المجتمعون
على أن الأمور الآتية لا تعتبر من المفطرات:
- قطرة العين قطرة الأذن أو غسول الأذن.
- قرص النيتروغلسرین ونحوه الذي يوضع تحت اللسان لعلاج الذبحة الصدري.
- حفر السن أو قلع الضرس أو تنظيف الأسنان أو السواك وفرشات الأسنان على أن يتجنب الابتلاع.
- الحقن الجلدية الحقن العضلية الحقن الوريدية لأجل التداوي.
- ما يدخل الجسم امتصاصا كالمواد التي يتم تطبيقها على الجلد موضعيًا، مثل المراهم، الكريمات، والزيوت العلاجية.
- اللصاقات الجلدية المحملة بالمواد الدوائية أو الكيماوية.
- المضمضة والغرغرة وبخاخ العلاج الموضعي للفم على أن يتجنب الابتلاع.
- قطرة الأنف وبخاخ الأنف وبخاخ الربو
- الحقن المستعملة في علاج الفشل الكلوي -حقنا في الصفاق -الباريتون أو بالكلية الاصطناعية.
الأدوية الممنوعة
اتفق
المجتمعون على أن تناول الأدوية عن طريق الفم، وكذلك تلقي السوائل الوريدية
المغذية، يُعتبر من المفطرات التي تؤثر على صحة الصيام.
متى يجب الإفطار
فورًا؟
- إذا كنت تعاني من السكري، فمن الضروري أن تفطر فورًا في الحالات التالية:
- إذا انخفض مستوى السكر في الدم إلى أقل من 70 ملغ/ديسيلتر (4 ممول/لتر).
- إذا ارتفع مستوى السكر في الدم إلى أكثر من 300 ملغ/ديسيلتر (16.7 ممول/لتر).
- عند ظهور أعراض واضحة لهبوط أو ارتفاع السكر، أو عند الشعور بوعكة صحية شديدة.
أعراض انخفاض
السكر في الدم
قد تختلف الأعراض
من شخص لآخر، وتشمل:
- التعرق الشديد، الرجفة، خفقان القلب، الجوع الشديد، الغثيان.
- التنميل في الأطراف، الشعور بالتعب والضعف، الصداع والدوار.
- الارتباك وصعوبة التركيز، صعوبة في النطق، فقدان الوعي في الحالات الشديدة.
- أعراض ارتفاع السكر في الدم، القلق والتوتر.
عند ارتفاع مستوى
السكر، قد تظهر الأعراض التالية:
جفاف الفم، العطش
المفرط، التبول المتكرر، الشعور بالضعف العام، صعوبة التنفس، آلام في المعدة مصحوبة
بالغثيان أو القيء، التنفس العميق والسريع.
أسباب انخفاض
السكر:
- تناول جرعة زائدة من الأنسولين أو أدوية السكري.
- تأخير أو تخطي الوجبات.
- ممارسة نشاط بدني مكثف دون تعويض بالكربوهيدرات المناسبة.
أهمية مراقبة
سكر الدم بانتظام
إذا كنت مريضًا
بالسكري وتنوي الصيام خلال شهر رمضان، فمن الضروري مراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار،
خاصةً لأولئك الذين يعتمدون على الأنسولين. يوصى بفحص نسبة السكر أربع مرات على الأقل
يوميًا لضمان بقائه ضمن النطاق الآمن:
- بين الساعة 10:00 - 11:00 صباحًا
- بين الساعة 03:00 - 04:00 مساءً
- بعد مرور 3 ساعات من الإفطار
- قبل السحور مباشرةً
عند ملاحظة أي علامات لانخفاض حاد في السكر (الهيبوجلايسيميا) أو ارتفاع مفرط (الهايبرجلايسيميا)، من الضروري الإفطار فورًا لتجنب المضاعفات الخطيرة.
التغذية السليمة
خلال رمضان
اتباع نظام غذائي
متوازن أمر أساسي خلال الشهر الفضيل، لكنه أكثر أهمية لمرضى السكري. لضمان استقرار
مستويات السكر، يُفضل الالتزام بالتوصيات التالية:
- تجنب الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار، وتجنب المأكولات الغنية بالدهون والكربوهيدرات البسيطة.
- ابدأ وجبتك بكمية معتدلة من الكربوهيدرات سريعة الامتصاص، مثل التمر أو الحليب، لضبط مستوى السكر تدريجيًا.
- احرص على تأخير وجبة السحور قدر الإمكان، ويفضل تناول أطعمة تحتوي على كربوهيدرات معقدة مثل خبز الحبوب الكاملة والخضروات، حيث يتم هضمها ببطء وتوفر طاقة تدوم لفترة أطول.
ممارسة الرياضة
خلال الصيام
يمكن لمرضى السكري
ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان، شريطة اختيار الوقت والنوع المناسبين لضمان الحفاظ
على مستويات السكر في الدم. يفضل أن تكون التمارين الخفيفة إلى المتوسطة جزءًا من الروتين
اليومي، ويتم ممارستها بعد الإفطار لتجنب انخفاض السكر أثناء الصيام. من الجدير بالذكر
أن صلاة التراويح يمكن أن تُعد من الأنشطة البدنية المفيدة التي تساهم في النشاط اليومي.
أما التمارين المكثفة، فيستحسن تأجيلها إلى ما بعد تناول وجبة الإفطار، حيث يساعد ذلك
على ضمان استقرار مستويات الجلوكوز والطاقة في الجسم.
✦ من المهم تجنب
النوم في الفترة التي تسبق الإفطار لضمان اليقظة لملاحظة أي أعراض تدل على انخفاض السكر
في الدم.
الصيام خلال الحمل
ومرض السكري
رغم الجدل حول
صيام الحوامل، إلا أن الأطباء ينصحون بتجنب الصيام نظرًا للمخاطر التي قد تؤثر على
صحة الأم والجنين. الشريعة الإسلامية تتيح للحامل الإفطار إذا كان الصيام قد يشكل خطرًا
عليها أو على جنينها.
متى يمنع
الصيام على المريض بالسكري؟
يُنصح بعدم الصيام
في الحالات التالية:
- الإصابة بمرض السكري من النوع الأول.
- المعاناة من مضاعفات مزمنة مثل الفشل الكلوي أو أمراض الأوعية الدموية.
- الخضوع لجلسات غسيل الكلى.
- عدم القدرة على التحكم بمستوى السكر في الدم.
- التعرض المتكرر لنوبات انخفاض السكر دون إدراك الأعراض التحذيرية.
- تاريخ إصابة حديثة بالحماض الكيتوني أو غيبوبة السكري خلال الأشهر الثلاثة السابقة لشهر رمضان.
إرشادات غذائية
للحفاظ على استقرار السكر خلال رمضان
- من الوصايا الهامة للمريض بالسكري أن يتجنب إجهاد نفسه في فترات الصيام وخاصة قبل الإفطار بساعة أو ساعتين لأن في هذه الفترة يحتمل أن ينخفض مستوى السكر لديه.
- استبدال القلي بالتحميص عند تحضير الأطعمة، والاكتفاء بكمية صغيرة من الأطعمة المقلية مع استخدام حشوات خفيفة مثل الجبنة قليلة الدسم.
- شرب 8 -10 أكواب من الماء يوميًا بين الإفطار والسحور للحفاظ على الترطيب.
- عدم تناول أكثر من 3 تمرات يوميًا، حيث تحتوي كل تمرة على ما يعادل ملعقة صغيرة من السكر و20 سعرًا حراريًا.
- اختيار الشوربات قليلة الدسم مثل شوربة الخضروات أو العدس، واستبدال القشدة بالحليب منزوع الدسم إن أمكن.